18/01/2012الجلفة إنفو / قاسم سليمان
تمر اليوم الذكرى 33 على وفاة المجاهد "مرجاني احميدة" من مواليد 1933 الذي عرف بأنشطته المتعددة في رحاب حزب جبهة التحرير الوطني بدءا باندلاع الثورة إلى الاستقلال حيث انخرط وناضل منذ 1956 ، اتهم في بداية نضاله بإرسال شاحنة متفجرات إلى تعظميت بدون تصريح كونه كان مسؤولا في تلك الأثناء في المصلحة التقنية للري، وقد تم الاستيلاء عليها من قبل جيش التحرير الوطني، حيث كانت هذه خطة مدبرة من طرف المجاهد ومسؤولو جيش التحرير وقد برأ من هذه التهمة فيما بعد، لان التصريح بالخروج تم إمضاءه من قبل ضابط آخر وليس المجاهد مرجاني ..
كان المجاهد في اتصال دائم مع قادة جيش التحرير الوطني، فقد كان احد الداعمين للثورة خاصة على مستوى المنطقة الثامنة من الولاية الخامسة حيث تمثل الدعم في الذخائر والأدوية خاصة بعد اجتماع قائد المنطقة التاسعة من الولاية الخامسة الرائد "عمر ادريس" مع المجاهدين "عبد العاطي" و "لاغا سعد" المفوضين من طرف قائد الولاية الخامسة "العقيد لطفي"...
القي عليه القبض سنة 1958، و تعرض على إثرها للتعذيب الشديد بتهمة تكوين وقيادة خلية لجبهة التحرير الوطني...
كان المجاهد مولعا بقراءة الجرائد الفرنسية فعندما كانت تمنع من التداول كان يستطيع تمريرها لأحباب الثورة في سرية تامة عن طريق قنوات رجال أمثال المرحوم " بوكردنة السعيد" و الشهيد "حسان نوار" الذي سقط في ميدان المعركة، و اطلق سراحه نهاية 1959
سافر بعدها إلى العديد من الدول الأوروبية خلال سنة 1960 منها ايطاليا ،فرنسا ، بلجيكا وسويسرا وذلك للقاء قادة جبهة التحرير الوطني... و بتاريخ 29 جانفي 1961 في عز الثورة التحريرية تقدم الى الحالة المدنية ببلدية الجلفة –الذي كان يترأسها أحد الفرنسيين من اصل يهودي- ليسجل مولوده تحت اسم "فرحات عباس" أول رئيس للحكومة المؤقتة، حيث لاقى معارضة قوية وتم رفض طلبه لكنه اصرّ على هذا الاسم الرمز وتحمل المسؤولية وكان له ما أراد.
واستجابة منه لنداء جبهة التحرير الوطني قام في 01 نوفمبر 1961 بتنظيم مظاهرة حاشدة بالجلفة ادت الى استشهاد العشرات ونتيجة ذلك تم القبض عليه من قبل الجيش الفرنسي بعدها تم إخلاء سبيله من طرف نائب المحافظ السيد "بن قربة" الذي كان يمثل السلطة المدنية لولاية الجلفة وقد كلفه ذلك عزله وطرده من منطقة الجنوب، ومن ثم مسافراً خارج الوطن...
كلف المجاهد "احميدة مرجاني" بعد تلك الأحداث الدامية بمهمة سرية إلى الوطن وهي حمله رسالة موقعة من طرف "كريم بلقاسم" تدعو الثوار إلى وقف إطلاق النار الذي كان موافقا ليوم 19 مارس 1962 نتيجة ذلك تعرض للعديد من التهديدات بالموت من طرف منظمة الجيش السري...
وخلال شهر جوان 1962 اعطيت له الأوامر بان يعود الى الجلفة ممثلا لحزب جبهة التحرير الوطني في مهمة للإشراف على تنظيم الاستفتاء الذي صوت عليه بنعم من اجل استقلال الجزائر بتاريخ 01 جويلية 1962
خلال الاحتفالات بالاستقلال ببلدية الشارف تم تكريم المجاهد "مرجاني احميدة " من قبل جبهة التحرير الوطني
اعتزل العمل السياسي ابتداء من نوفمبر 1962 بعدما عرض عليه منصب رئيس بلدية الجلفة حيث قابله بالرفض، متفرغاً بعدها لنشاطاته العلمية والمهنية كمهندس معماري حيث اسس شركة بناء تنافست مع العديد من الشركات الفرنسية في تشييد المشاريع التي كان اهمها بناءه للمدرسة الوطنية للإدارة ،ومبنى الاحصائيات بالجزائر العاصمة ، عرف بحبه للرياضة فقد عين مسيرا ومسؤولا على الاتحاد الرياضي للجلفة ، وافته المنية في حادث مرور مميت بالطريق الرابط بين الجلفة و الأغواط يوم 18 جانفي 1979
عدد القراءات : 361 | عدد قراءات اليوم : 55